الأحد السادس عشر من زمن العنصرة

الأحد السادس عشر من زمن العنصرة
وإِنِّي أَحْسَبُ أَنَّ آلامَ الوَقْتِ الـحَاضِرِ لا تُوَازِي الـمَجْدَ الَّذي سَوْفَ يتَجَلَّى فينَا. فإِنَّ الـخَليقَةَ تَنْتَظِرُ بِفَارِغِ الصَّبْرِ تَجَلِّيَ أَبْنَاءِ الله؛ لأَنَّ الـخَليقَةَ أُخْضِعَتْ لِلبَاطِل، لا طَوْعًا، بَل “بِسُلْطَانِ اللهِ الَّذي أَخْضَعَهَا”، ولـكِنْ عَلى رَجَاءِ أَنَّ الـخَليقَةَ نَفْسَهَا سَتُحَرَّرُ هيَ أَيْضًا مِنْ عُبُودِيَّةِ الفَسَادِ إِلى حُرِّيَةِ مَجْدِ أَوْلادِ الله. ونَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ الـخَليقَةَ كُلَّهَا مَعًا تَئِنُّ وتَتَمَخَّضُ إِلى الآن. ولـكِنْ لا هيَ فَحَسْب، بَلْ نَحْنُ أَيْضًا الَّذينَ لَنَا بَاكُورَةُ الرُّوح، نَحْنُ أَيْضًا نَئِنُّ في أَنْفُسِنَا، مُنْتَظِرِينَ التَّبَنِّيَ أَيْ فِدَاءَ جَسَدِنَا. فإِنَّنَا بِالرَّجَاءِ خُلِّصْنَا. والرَّجَاءُ الَّذي يُرَى لَيْسَ رَجَاء. فهَلْ يَرْجُو أَحَدٌ مَا يَرَاه؟ أَمَّا إِذَا كُنَّا نَرْجُو مَا لا نَرَاه، فَبِالصَّبْرِ نَنْتَظِرُهُ. وهـكَذَا فَالرُّوحُ نَفْسُهُ يَعْضُدُنَا في ضُعْفِنَا، لأَنَّنَا لا نَعْرِفُ أَنْ نُصَلِّيَ كَمَا يَنْبَغِي، لـكِنَّ الرُّوحَ نَفْسَهُ يَشْفَعُ لَنَا بِأَنَّاتٍ لا تُوصَف. والَّذي يَفَحَصُ القُلُوبَ يَعْرِفُ رَغْبَةَ الرُّوح، وهيَ أَنَّهُ يَشْفَعُ لِلقِدِّيسِينَ بِمَا يُوَافِقُ مَشِيئَةَ الله.
قراءات النّهار: روما ٨: ١٨-٢٧ / لوقا ١٨: ٩-١٤
التأمّل:

” ونَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ الـخَليقَةَ كُلَّهَا مَعًا تَئِنُّ وتَتَمَخَّضُ إِلى الآن”!
في رسالة هذا الأحد، يقرأ مار بولس الألم على ضوء الأمل والرّجاء حين يعتبر أنّ آلامنا هي بمثابة مخاض وليست آلاماً مدمّرة!
قد لا يقبل منطقنا البشريّ هذا التفسير ولكنّ منطق الإيمان يجعلنا نقرأ كلّ أحداث حياتنا على ضوء سياق مسيرتنا البشريّة صوب اكتمال حياتنا في الملكوت!
واقعيّاً، كلّ شخصٍ من بيننا مرّ بتجارب وضيقات سابقة يدرك بأنّه تغلّب عليها وتجاوزها وخرج منها بدروسٍ لحياته جعلته أقوى وأقدر لاحقاً ومكّنته من استخدام خبرته لتجاوز مطبّات كثيرة جديدة!
إنّ نصّ اليوم هو درسٌ في الرجاء وفي القدرة والإيمان!
الخوري نسيم قسطون – ١٣ أيلول ٢٠٢٠

أضف تعليق