القدّيس فرنسيس دي سال (١٥٦٧ – ١٦٢٢)، أسقف جنيف وملفان الكنيسةعظة ليوم الجمعة العظيمة بتاريخ ٢٥ آذار ١٦٢٢

القدّيس فرنسيس دي سال (١٥٦٧ – ١٦٢٢)، أسقف جنيف وملفان الكنيسة

عظة ليوم الجمعة العظيمة بتاريخ ٢٥ آذار ١٦٢٢

«يا ربّ، كم مَرَّةً يَخْطَأُ إِلَيَّ أَخي وَأَغفِرَ لَه؟ أَسَبعَ مَرَّات؟ فقالَ له يسوع: لا أَقولُ لكَ: سَبعَ مرَّات، بل سَبعينَ مَرَّةً سَبعَ مَرَّات»

إنّ العبارة الأولى الّتي قالها الربّ يسوع على الصليب كانت صلاةً من أجل الّذين صلبوه؛ وقد فعل حينذاك ما كتبه كاتب الرّسالة إلى العبرانيين: “وهو الّذي في أيّام حياته البشريّة، رفع الدعاء والابتهال” (عب ٥: ٧). بالطبع، إنّ الّذين صلبوا مخلّصنا الإلهيّ لم يكونوا يعرفوه…، لأنّهم لو عرفوه لَما صلبوه (راجع ١ كور ٢: ٨). وعندما رأى ربُّنا جهل هؤلاء وضعفهم، سامحهم وقدّم من أجلهم هذه الذبيحة لأبيه السماويّ، فالصلاة ذبيحة…: “اغفر لهم يا أبتِ لأنّهم لا يدرون ما يفعلون” (لو 23: 34). كم كانت عظيمة شعلة المحبّة الّتي كانت تضطرم في قلب فادينا الوديع. فبالرغم من آلامه المرّة وعذاباته الّتي كادت أن تفقده القدرة على الصلاة لنفسه، استطاع بقوّة محبّته أن ينسى ذاته، لا الّذين خلقهم… لقد أراد من خلال ذلك أن يُفهمنا مقدار المحبّة التي كان يكنّها لنا، تلك المحبّة الّتي لم يكن لأيّ عذاب القدرة على تخفيفها، وأن يعلّمنا أيضًا كيف يجب أن نحبّ قريبنا… والحال فإنّ الرّب يسوع الذي طلب الغفران لأجلنا، كان متأكّدًا من أنّ طلبه قد تحقّق لأنّ أباه السماوي الذي يكرّمه كثيرًا لا يرفض له طلبًا.

يوم الجمعة الخامس من زمن القيامة

يوم الجمعة الخامس من زمن القيامة

إنجيل القدّيس متّى ١٨: ١٨-٢٢

قالَ الربُّ يَسوعُ لِتَلاميذِهِ: «أَلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: كُلُّ مَا تَرْبُطُونَهُ عَلى الأَرْضِ يَكُونُ مَرْبُوطًا في السَّمَاء، وكُلُّ مَا تَحُلُّونَهُ عَلى الأَرْضِ يَكُونُ مَحْلُولاً في السَّمَاء.
وأَيْضًا أَقُولُ لَكُم: إِنِ ٱتَّفَقَ ٱثْنَانِ مِنْكُم عَلى الأَرْضِ في كُلِّ شَيءٍ يَطْلُبَانِهِ، فَإِنَّهُ يَكُونُ لَهُمَا مِنْ لَدُنِ أَبي الَّذي في السَّمَاوَات.
فحَيْثُمَا ٱجْتَمَعَ ٱثْنَانِ أَو ثَلاثَةٌ بِٱسْمِي، فَهُنَاكَ أَكُونُ في وسَطِهِم».
حِينَئِذٍ دَنَا مِنْهُ بُطْرُسُ وقَالَ لَهُ: «يَا رَبّ، كَمْ مَرَّةً يَخْطَأُ إِليَّ أَخِي، وأَظَلُّ أَغْفِرُ لَهُ؟ أَإِلى سَبْعِ مَرَّات؟».
قَالَ لَهُ يَسُوع: «لا أَقُولُ لَكَ: إِلى سَبْعِ مَرَّات، بَلْ إِلى سَبْعِيْنَ مَرَّةً سَبْعَ مَرَّات.

القدّيس أفرام السريانيّ (نحو ٣٠٦ – ٣٧٣)، شمّاس في سوريا وملفان الكنيسة

نشيد غير معروف

«فَحَيثُما اجتَمَعَ اثنانِ أَو ثلاثةٌ بِاسمِي، كُنتُ هُناكَ بَينَهم»

ذاك الّذي يحتفل وحده في عمق الصحراء، هو جماعة عديدة. وإن اجتمع اثنان بين الصخور للاحتفال، فهناك الألوف والربوات حاضرة وإن اجتمع ثلاثة، فهناك رابع في وسطهم إن كان هناك ستّة أو سبعة، اثنا عشر ألف ألف تجتمع معهم وإن اصطفّوا فإنّهم يملؤون الجلد من الصلاة… إن اجتمعوا فالرُّوح يرّف فوق رؤوسهم وان انتهوا من الصلاة فإنّ الرّب يقوم ويخدم خدّامه (راجع لو ١٢: ٣٧ + يو ١٣: ٤)

المجمع الفاتيكانيّ الثاني”نور الأمم”(lumen gentium) : دستور عقائدي في الكنيسة، العدد ٢٢

المجمع الفاتيكانيّ الثاني

“نور الأمم”(lumen gentium) : دستور عقائدي في الكنيسة، العدد ٢٢

«أَنتَ صَخرٌ وعلى الصَّخرِ هذا سَأَبني كَنيسَتي»

كما يؤلّف القدّيس بطرس وسائر الرسل، بأمر من الربّ، جماعة رسوليّة واحدة، كذلك يرتبط الحبر الروماني، خليفة بطرس، مع الأساقفة خلفاء الرسل. ويدلّ على صفة الدرجة الأسقفيّة وطبيعتها الجماعيّة، النظام المتناهي في القدم الذي بحسبه كان الأساقفة القائمون في العالم أجمع، يعيشون في الشركة فيما بينهم ومع أسقف روما في رباط الوحدة والمحبّة والسلام، والمجامع الملتئمة التي كان عليها أيضًا أن تقرّر معًا المشاكل الهامّة، وذلك بعد أن يكون الرأي قد أخضع لحكم الكثيرين. وقد عُقِدَت المجامع المسكونيّة على مرّ العصور لتظهر ذلك بجلاء وتثبتة. وإليها تشير أيضًا تلك العادة الجارية منذ القديم في دعوةِ عدّة أساقفة ليُسهموا في ترقيةِ مُنتَخَبٍ جديدٍ إلى أرفع درجة في الخدمة الكهنوتيّة الذي، بقوّةِ الرسامةِ الأسقفيّةِ والشركة التراتبيّة مع رأس الحلقة وأعضائه، يُصبح عضوًا في الجسم الأسقفي. غير أنّه لا سلطة للجماعة أو للجسم الأسقفي إلاّ باتّحادها بالحبر الروماني، خليفة بطرس، كرأسٍ لها ودونما أي انتقاص من سلطان مَن هو رئيس على الرعاة والمؤمنين على السواء. فللحبر الروماني على الكنيسة، بقوّة مهمّته كنائب للرّب يسوع المسيح وراعٍ للكنيسة جمعاء، سلطان كامل، ومطلق وشامل، يستطيع أن يمارسه دومًا كما يشاء. والسلك الأسقفي، الذي يخلف الجماعة الرسوليّة في التعليم والتدبير الراعوي، أو بالأحرى الذي به يدوم الجسم الرسولي، يؤلّف، هو أيضًا بالاتّحاد مع الحبر الروماني، رأسه، وغير منفصل عن هذا الرأس، موضوع السلطة العليا والكاملة على الكنيسة جمعاء، ولا سلطة يمكن أن تُمارس إلاّ برضى الحبر الروماني. فالربُّ جعلَ من سمعان وحده صخرةً لكنيسته، وإليه وحده سلَّم المفاتيح (راجع مت ١٦: ١٨-١٩). ووضعه راعيًا لكلِّ قطيعه (راجع يو ٢١: ١٥ وما يتبع). ولكن سلطان الحلّ والربط الذي أُعطيَ لبطرس (راجع مت ١٦: ١٩) أُعطيَ أيضًا لجماعة الرسل متّحدين برأسهم (راجع مت ١٨: ١٨ + ٢٨: ١٦-٢٠). وتدلّ هذه الجماعة بتركيبها المتعدّد على وحدة القطيع في الرّب يسوع المسيح. في هذه الجماعة، يمارس الأساقفة الذين يحافظون بأمانةٍ على أولويّة رأسهم وسلطانه، سلطتهم الشخصيّة لا لخير مؤمنيهم وحسب، بل لخيرِ الكنيسة جمعاء.

الخميس الخامس من زمن القيامة

الخميس الخامس من زمن القيامة

إنجيل القدّيس متّى١٦: ١١-٢٠

قالَ الربُّ يَسوعُ لِتَلاميذِهِ: «كَيْفَ لا تُدرِكُونَ أَنِّي لَمْ أَكُنْ أَعْنِي الخُبْزَ بِمَا قُلْتُهُ لَكُم ؟ فَٱحْذَرُوا خَمِيْرَ الفَرِّيسيِّينَ والصَّدُّوقِيِّين».
حينَئِذٍ فَهِمُوا أَنَّهُ لَمْ يَقُلْ ذلِكَ لِيُحَذِّرَهُم مِنْ خَمِيْرِ الخُبْز، بَلْ مِنْ تَعْليمِ الفَرِّيسِيِّينَ والصَّدُّوقِيِّين.
وجَاءَ يَسُوعُ إِلى نَواحِي قَيْصَرِيَّةِ فِيْلِبُّسَ فَسَأَلَ تَلامِيْذَهُ قَائِلاً: «مَنْ يَقُولُ النَّاسُ إِنِّي أَنَا ٱبْنُ الإِنْسَان؟».
فقَالُوا: «بَعْضُهُم يَقُولُون: يُوحَنَّا المَعْمَدَان؛ وآخَرُون: إِيْليَّا؛ وغَيْرُهُم: إِرْمِيَا أَو أَحَدُ الأَنْبِيَاء».
قَالَ لَهُم: «وأَنْتُم مَنْ تَقُولُونَ إِنِّي أَنَا؟».
فَأَجَابَ سِمْعَانُ بُطْرُسُ وقَال: أَنْتَ هُوَ المَسِيحُ ٱبْنُ اللهِ الحَيّ!».
فأَجَابَ يَسُوعُ وقَالَ لَهُ: «طُوبَى لَكَ يَا سِمْعَانُ بنَ يُونَا! لأَنَّهُ لا لَحْمَ ولا دَمَ أَظْهَرَ لَكَ ذلِكَ، بَلْ أَبي الَّذي في السَّمَاوَات.
وأَنَا أَيْضًا أَقُولُ لَكَ: أَنْتَ هُوَ بُطْرُسُ، أَيِ الصَّخْرَة، وعلى هذِهِ الصَّخْرَةِ سَأَبْنِي بِيْعَتِي، وأَبْوَابُ الجَحِيْمِ لَنْ تَقْوى عَلَيْها.
سَأُعْطِيكَ مَفَاتيحَ مَلَكُوتِ السَّمَاوَات، فَكُلُّ مَا تَربُطُهُ على الأَرْضِ يَكُونُ مَرْبُوطًا في السَّمَاوَات، ومَا تَحُلُّهُ على الأَرْضِ يَكُونُ مَحْلُولاً في السَّمَاوَات».
حينَئِذٍ أَوْصَى تَلامِيْذَهُ أَلاَّ يَقُولُوا لأَحَدٍ إِنَّهُ هُوَ المَسِيح.

الطّوباويّ بولس السادس، بابا روما من ١٩٦٣ إلى ١٩٧٨

افرحوا بالربّ (Gaudete in Domino)، إرشاد رسولي عن الفرح المسيحي بتاريخ ٩ ايار ١٩٧٥

«أَنتَ صَخرٌ وعلى الصَّخرِ هذا سَأَبني كَنيسَتي»

في هذه السنة المقدّسة، دعوناكم إلى القيام برحلة حجّ حقيقي أو حجّ بالرُّوح والنيّة إلى مدينة روما، في قلب الكنيسة الكاثوليكيّة. ولكن من الواضح جدًّا أنّ روما ليست نهاية المطاف في رحلة الحجّ التي نقوم بها عبر الزمن. إذ لا توجد أي مدينة مقدّسة هنا في هذا العالم الأرضي يمكن أن تعد النهاية؛ فتلك النهاية مخفيّة فيما بعد هذا العالم، في قلب سرّ الله الذي لا يزال خافيًا عنّا… وهكذا هو الحال بالنسبة إلى روما، حيث قدّم كلّ من القدّيسين بطرس وبولس شهادتهما بالدم. أنّ دعوة الربّ لروما تنبع من جذور رسوليّة؛ فالخدمة التي علينا القيام بها هي خدمة مقدّمة لمصلحة الكنيسة كلّها بل والإنسانيّة جمعاء. ولكنّها خدمة لا يمكن استبدالها إذ حسن في عين حكمة الله أن تكون مدينة روما، مدينة بطرس وبولس، على الطريق المؤدّي – بشكل ما – إلى المدينة الأبديّة، إذ أنّه اختار أن يعطي القدّيس بطرس مفاتيح ملكوت السماوات وهو يوحد في شخصه مجموع كلّ الأساقفة. وما يدوم في روما – ليس بإرادة إنسانيّة بل بإرادة نعمة الآب والابن والرُّوح القدس الحرّة الرحيمة – هو صلابة بطرس كما قام بتعريفها البابا القدّيس لاون الكبير: “إنّ بطرس لم يتوقّف يومًا عن الرئاسة من كرسيه؛ إنّه يحتفظ بمشاركة بلا حدود مع الرّب يسوع المسيح الكاهن الملك. وثبات الصخر الذي حصل عليه من الأساس الذي هو المسيح (راجع ١ كور ٣: ١١) نقله، سمعان الذي أصبح بطرس (راجع مت ١٦: ١٦) إلى خلفائه”.

البابا فرنسيس عظة بتاريخ الأحد ٠٧ /٠٤ /٢٠١٣(أحد الرحمة الإلهية / تسلّمه مهامه كأسقف روما)

البابا فرنسيس

عظة بتاريخ الأحد ٠٧ /٠٤ /٢٠١٣(أحد الرحمة الإلهية / تسلّمه مهامه كأسقف روما)

«وبَدأَ يسوعُ… يُظهِرُ لِتَلاميذِه أَنَّه يَجِبُ علَيهِ أَن… يُعانِيَ آلامًا شَديدة… ويُقتَلَ ويقومَ في اليومِ الثَّالث»

إن صبر الله يجب أن يجد فينا شجاعة العودة إليه، مهما كان الذنب، ومهما كانت الخطيئة المرتكبة في حياتنا. لقد دعا يسوع توما لأن يضع يدا في جراح يديه ورجليه وفي طعنة جنبه. نحن أيضا بإمكاننا الدخول في جراح الرّب يسوع، يمكننا لمسه واقعيا؛ إن هذا ما يحدث فعلينا في كل مرة ننال الأسرار بإيمان. يقول القديس برنردس في عظة جميلة: “من خلال… جراح [الرّب يسوع] يمكنني أن أتذوّق “مِنَ الصَّخرِ عَسَلاً ومِن صَوَّانِ الجُلْمودِ زَيتًا” (تث ٣٢: ١٣)، أي أن أتذوق وأختبر أن “ما أطيب وما أجمل الرب” (مز ٣٤[٣٣]: ٩). إننا بالحقيقة فقط في جراح يسوع نصبح في أمان، لأنه هناك تتجلى محبة قلبه العظيمة. لقد فهمه توما. وتساءل القديس برنردس: ولكن على أي شيء يمكنني الاعتماد؟ على استحقاقاتي؟ ولكن “استحقاقي هو رحمة الله. حتما لن أصبح محتاجا لاستحقاقات طالما هو غني بالرحمة… إن هذا مهم: شجاعة الاستسلام لرحمة الرّب يسوع، والثقة في طول أناته، والهروب دائما في حمى جراح محبته… قد يفكر أحدٌ منّا قائلا: إن خطيئتي هكذا عظيمة، وبُعدي عن الله كبعد الابن الأصغر في المثال الإنجيلي، وعدم إيماني مماثل لشك توما؛ ليس لدي شجاعة الرجوع، أو التفكير في أن الله يمكنه أن يقبلني أو أنه ينتظرني أنا بالذات… فبالنسبة لله نحن لسنا مجرد أرقام، بل أننا مهمون، بل أننا أهم شيء بالنسبة له؛ حتى وإن كنّا خطأة، فنحن أعز ما في قلبه.

الأربعاء الخامس من زمن القيامة

الأربعاء الخامس من زمن القيامة

إنجيل القدّيس متّى ١٦: ٢١-٢٨

بَدَأَ يَسُوعُ يُبَيِّنُ لِتَلامِيْذِهِ أَنَّهُ لا بُدَّ أَنْ يَذْهَبَ إِلى أُورَشَلِيْم، ويَتَأَلَّمَ كَثِيْرًا عَلى أَيْدِي الشُّيُوخِ والأَحْبَارِ والكَتَبَة، ويُقْتَل، وفي اليَوْمِ الثَّالِثِ يَقُوم.
فَأَخَذَهُ بُطْرُسُ عَلى حِدَة، وبَدَأَ يَنْتَهِرُهُ قَائِلاً: «حَاشَا لَكَ، يَا ربّ! لَنْ يَحْدُثَ لَكَ هذَا!».
فَأَشَاحَ يَسُوعُ بِوَجْهِهِ وقَالَ لِبُطْرُس: «إِذْهَبْ وَرَائِي، يَا شَيْطَان! فَأَنْتَ لِي حَجَرُ عَثْرَة، لأَنَّكَ لا تُفَكِّرُ تَفْكِيْرَ اللهِ بَلْ تَفْكِيْرَ البَشَر».
حينَئِذٍ قَالَ يَسُوعُ لِتَلامِيْذِهِ: «مَنْ أَرَادَ أَنْ يَتْبَعَنِي، فَلْيَكْفُرْ بِنَفْسِهِ ويَحْمِلْ صَلِيْبَهُ ويَتْبَعْنِي،
لأَنَّ مَنْ أَرَادَ أَنْ يُخَلِّصَ نَفْسَهُ يَفْقِدُهَا، ومَنْ فَقَدَ نَفْسَهُ مِنْ أَجْلِي يَجِدُهَا.
فَمَاذَا يَنْفَعُ الإِنْسَانَ لَوْ رَبِحَ العَالَمَ كُلَّهُ وخَسِرَ نَفْسَهُ ؟ أَو مَاذَا يُعْطِي الإِنْسَانُ بَدَلاً عَنْ نَفْسِهِ؟
فَإِنَّ ٱبْنَ الإِنْسَانِ سَوْفَ يَأْتِي في مَجْدِ أَبِيْه، مَعَ مَلائِكَتِهِ، وحينَئِذٍ يُجَازِي كُلَّ وَاحِدٍ بِحَسَبِ أَعْمَالِهِ.
أَلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: إِنَّ بَعْضًا مِنَ القَائِمِينَ هُنَا لَنْ يَذُوقُوا المَوت، حَتَّى يَرَوا ٱبْنَ الإِنْسَانِ آتِيًا في مَلَكُوتِهِ».

القدّيس قيصاريوس (٤٧٠ – ٥٤٣)، راهب وأسقف آرل

العظة ١٥٩

«مَنْ أَرَادَ أَنْ يَتْبَعَنِي، فَلْيَكْفُرْ بِنَفْسِهِ ويَحْمِلْ صَلِيْبَهُ ويَتْبَعْنِي»

نتيجة الخطيئة، ملأ الإنسان طريقه بالعوائق، لكن سرعان ما أصبحت هذه الطريق قويمة حين مرّ عليها الرّب يسوع المسيح بعد قيامته، وحوّلها من شارع ضيّق إلى جادّة جديرة بالملوك. إنّ التواضع والمحبّة هما القدمان اللذان يسمحان بعبور هذه الجادّة بسرعة. يشعر الجميع بالانجذاب نحو قمم المحبّة، لكنّ التواضع هو الدرجة الأولى التي يجب صعودها. لماذا ترفع قدمك ليصبح أعلى منك؟ هل تريد أن تسقط بدل أن تصعد؟ ابدأ بالدرجة الأولى أي التواضع، وهي تجعلك تصعد السلم. لذا، لم يكتفِ ربّنا ومخلّصنا بالقول: “فَلْيَزْهَدْ في نَفْسِه”، بل أضاف قائلاً: “ويَحمِلْ صليبَه ويَتبَعْني”. ما معنى “يَحمِلْ صليبَه”؟ أن يتحمّل كلّ ما يزعجه، هكذا سيتبعني. حين يتبعني، ملتزمًا بحياتي وبوصاياي، سيجد على الطريق أشخاصًا كثيرين سيعارضونه ويحاولون تغيير مساره، أشخاصًا لن يكتفوا بأن يسخروا منه، لكنّهم سيضطهدونه. هؤلاء الأشخاص ليسوا موجودين بين الوثنيّين الذين لا ينتمون إلى الكنيسة فحسب؛ فالبعض منهم موجود وسط أولئك الذين يبدون منتمين إلى الكنيسة، إن حكمنا عليهم من الخارج. إن كنت ترغب في اتِّباع الرّب يسوع المسيح، احمل صليبه بدون تأخير وتحمّل الأشرار بدون أن تسمح لهم بهزمك. “مَن أَرادَ أَن يَتبَعَني، فَلْيَزْهَدْ في نَفْسِه ويَحمِلْ صليبَه ويَتبَعْني”. إن أردنا تطبيق هذا الكلام، فلنبذل أقصى جهودنا، بمعونة الله، لنلتزم بما قاله القدّيس بولس: “فإِذا كانَ عِندَنا قُوتٌ كُسوَة فعَلَينا أَن نَقنَعَ بِهِما. أَمَّا الَّذينَ يَطلُبونَ الغِنى فإِنَّهم يَقَعونَ في التَّجرِبَةِ والفَخِّ وفي كَثيرٍ مِنَ الشَّهَواتِ العَمِيَّةِ المَشؤُومَةِ الَّتي تُغرِقُ النَّاسَ في الدَّمارِ والهَلاك (١ تم ٦: ٨-٩). فليتكرّم علينا الربّ بوضعنا تحت حمايته وبإنقاذنا من هذه التجربة.

باسيليوس السلوقيّ (؟ – حوالي ٤٦٨)، أسقفعظة لمدح القدّيس أندراوس

باسيليوس السلوقيّ (؟ – حوالي ٤٦٨)، أسقف

عظة لمدح القدّيس أندراوس

«ولَقِيَ أَندرَاوُس أَوَّلاً أَخاهُ سِمْعان… وجاءَ بِه إِلى يَسوعَ»

كان أندراوس قد سمع كلام النّبي موسى هذا: “يُقيمُ لَكَ الرَّبُّ إِلهُكَ نَبِيًّا مِثْلي مِن وَسْطِكَ، مِن إِخوَتكَ، فلَه تَسْمَعون” (تث ١٨: ١٥). أمّا الآن، فقد سمع يوحنّا المعمدان يصرخ قائلاً: “هُوَذا حَمَلُ اللهِ الَّذي يَرفَعُ خَطيئَةَ العالَم” (يو ١: ٢٩). وفورما رآه، أتى إليه تلقائيًّا. تعرّف إلى النبيّ الذي أعلنت عنه النبوءة، وقاد أخاه بيده نحو ذاك الذي وجده. لقد أرى بطرس الكنز الذي لم يكن يعرفه: “وَجَدْنا المَشيح”، ذاك الذي كنّا نرغب فيه. كنّا ننتظر مجيئه، فلنتأمّله الآن. وجدنا ذاك الذي حثّنا صوت الأنبياء على انتظاره. أتى هذا الزمن بذاك الذي أعلنت عنه النعمة، ذاك الذي رجا الحبّ رؤيته. ذهب أندراوس بحثًا عن أخيه سمعان وشاركه كنز تأمّله. قاد بطرس إلى الربّ. والعجيب في الأمر أنّ أندراوس ليس تلميذًا بعد، وقد أصبح صيّاد بشر. من خلال التعليم، بدأ يتعلّم واكتسب كرامة الرسول. “وَجَدْنا المَشيح”. بعد تلك الليالي الكثيرة من الأرق على ضفاف نهر الأردن، وجدنا الآن جلّ ما نصبو إليه. كان بطرس ميّالاً إلى الاستجابة لهذه الدعوة. كان أخ أندراوس، وتقدّم يحدوه الحماس والاستعداد للإصغاء.. لاحقًا، سيتميّز بطرس بسلوكه الرائع، وسيكون مدينًا بذلك إلى ما زرعه أندراوس. غير أنّ المديح الموجّه للأوّل انعكس أيضًا على الآخر، لأنّ برّ الأوّل هو ملك للآخر فيما تمجّد الأوّل ببرّ الآخر.

الثلاثاء الخامس من زمن القيامة

الثلاثاء الخامس من زمن القيامة

إنجيل القدّيس يوحنّا ١: ٣٥-٤٢

في الغَدِ أَيْضًا كَانَ يُوحَنَّا وَاقِفًا هُوَ وٱثْنَانِ مِنْ تَلاميذِهِ.
ورَأَى يَسُوعَ مَارًّا فَحَدَّقَ إِليهِ وقَال: «هَا هُوَ حَمَلُ الله».
وسَمِعَ التِّلْمِيذَانِ كَلامَهُ، فَتَبِعَا يَسُوع.
وٱلتَفَتَ يَسُوع، فرَآهُمَا يَتْبَعَانِهِ، فَقَالَ لَهُمَا: «مَاذَا تَطْلُبَان؟» قَالا لَهُ: «رَابِّي، أَي يَا مُعَلِّم، أَيْنَ تُقِيم؟».
قالَ لَهُمَا: « تَعَالَيَا وٱنْظُرَا». فَذَهَبَا ونَظَرَا أَيْنَ يُقِيم. وأَقَامَا عِنْدَهُ ذلِكَ اليَوم، وكَانَتِ السَّاعَةُ نَحْوَ الرَّابِعَةِ بَعْدَ الظُّهر.
وكَانَ أَنْدرَاوُسُ أَخُو سِمْعَانَ بُطْرُسَ أَحَدَ التِّلمِيذَيْن، اللَّذَيْنِ سَمِعَا كَلامَ يُوحَنَّا وتَبِعَا يَسُوع.
ولَقِيَ أَوَّلاً أَخَاهُ سِمْعَان، فَقَالَ لَهُ: «وَجَدْنَا مَشيحَا، أَيِ المَسِيح».
وجَاءَ بِهِ إِلى يَسُوع، فَحَدَّقَ يَسُوعُ إِليهِ وقَال: «أَنْتَ هُوَ سِمْعَانُ بْنُ يُونا، أَنتَ سَتُدعى كيفا، أَي بُطرُسَ الصَّخْرَة».

القدّيس رومانُس المرنِّم (؟ – نحو ٥٦٠)، مؤلِّف أناشيد

النشيد السّابع عشر، المقاطع ١٢-١٣

«تَعَالَيَا وٱنْظُرَا»

لقد تم محوّ الخطيئة؛ “ولَبِسَ هذا الكائِنُ الفاسِدُ ما لَيسَ بِفاسِد” (١ كور ١٥: ٥٤)؛ لقد كشف لنا القدّيس يوحنّا المعمدان، سابق الرّب، عن دخولنا في حالة النعمة قائلاً: “هُوَذا حَمَلُ اللهِ الَّذي يَرفَعُ خَطيئَةَ العالَم”(يو ١: ٢٩). فأظهر صكّ الإبراء للذين كان دَينَهم كبيرًا. ذاك الذي اهتزّ فرحًا منذ أن كان في أحشاء والدته أعلن عن ذلك اليوم وعرّف عن ذاك الذي ظهر لنا وأنار كلّ شيء. لقد أفصح يوحنّا المعمدان عن السرّ؛ فدعا الراعي “حملاً”، وليس فقط “حملاً”، إنّما “الحمل الذي يمحو كلّ خطايانا”. قال ” هُوَذا حَمَلُ الله!”، ولا حاجة بعد اليوم إلى كبش الفداء (راجع لا ١٦: ٢١). ارفعوا أيديكم جميعًا نحوه، معترفين بخطاياكم، لأنّه جاء ليغفر خطايا العالم كلّه. من أعلى السماء، أرسل الآب لنا جميعًا هذه الهديّة: ذاك الذي ظهر وأنار كلّ شيء… لقد بدّد الليل الدامس؛ بفضله، أصبح كلّ شيء نورًا. على العالم كلّه، أشرق نور لا يغيب، مخلّصنا يسوع المسيح. في الوفرة، تشبه “أرض زبولون” الجنّة، لأنّ سيل الملذّات ترويها ومجرى مياه حيّة أبدًا ينبع فيه… في “جليل الأمم”، نتأمّل اليوم ينبوع المياه الحيّة، ذاك الذي ظهر وأنار كلّ شيء (راجع مت ٤: ١٥-١٦؛ مز ٣٦[٣٥]: ٩-١٠).

الأربعاء الخامس من زمن القيامة

الأربعاء الخامس من زمن القيامة

إنجيل القدّيس متّى ١٦: ٢١-٢٨

بَدَأَ يَسُوعُ يُبَيِّنُ لِتَلامِيْذِهِ أَنَّهُ لا بُدَّ أَنْ يَذْهَبَ إِلى أُورَشَلِيْم، ويَتَأَلَّمَ كَثِيْرًا عَلى أَيْدِي الشُّيُوخِ والأَحْبَارِ والكَتَبَة، ويُقْتَل، وفي اليَوْمِ الثَّالِثِ يَقُوم.
فَأَخَذَهُ بُطْرُسُ عَلى حِدَة، وبَدَأَ يَنْتَهِرُهُ قَائِلاً: «حَاشَا لَكَ، يَا ربّ! لَنْ يَحْدُثَ لَكَ هذَا!».
فَأَشَاحَ يَسُوعُ بِوَجْهِهِ وقَالَ لِبُطْرُس: «إِذْهَبْ وَرَائِي، يَا شَيْطَان! فَأَنْتَ لِي حَجَرُ عَثْرَة، لأَنَّكَ لا تُفَكِّرُ تَفْكِيْرَ اللهِ بَلْ تَفْكِيْرَ البَشَر».
حينَئِذٍ قَالَ يَسُوعُ لِتَلامِيْذِهِ: «مَنْ أَرَادَ أَنْ يَتْبَعَنِي، فَلْيَكْفُرْ بِنَفْسِهِ ويَحْمِلْ صَلِيْبَهُ ويَتْبَعْنِي،
لأَنَّ مَنْ أَرَادَ أَنْ يُخَلِّصَ نَفْسَهُ يَفْقِدُهَا، ومَنْ فَقَدَ نَفْسَهُ مِنْ أَجْلِي يَجِدُهَا.
فَمَاذَا يَنْفَعُ الإِنْسَانَ لَوْ رَبِحَ العَالَمَ كُلَّهُ وخَسِرَ نَفْسَهُ ؟ أَو مَاذَا يُعْطِي الإِنْسَانُ بَدَلاً عَنْ نَفْسِهِ؟
فَإِنَّ ٱبْنَ الإِنْسَانِ سَوْفَ يَأْتِي في مَجْدِ أَبِيْه، مَعَ مَلائِكَتِهِ، وحينَئِذٍ يُجَازِي كُلَّ وَاحِدٍ بِحَسَبِ أَعْمَالِهِ.
أَلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: إِنَّ بَعْضًا مِنَ القَائِمِينَ هُنَا لَنْ يَذُوقُوا المَوت، حَتَّى يَرَوا ٱبْنَ الإِنْسَانِ آتِيًا في مَلَكُوتِهِ».

القدّيس قيصاريوس (٤٧٠ – ٥٤٣)، راهب وأسقف آرل

العظة ١٥٩

«مَنْ أَرَادَ أَنْ يَتْبَعَنِي، فَلْيَكْفُرْ بِنَفْسِهِ ويَحْمِلْ صَلِيْبَهُ ويَتْبَعْنِي»

نتيجة الخطيئة، ملأ الإنسان طريقه بالعوائق، لكن سرعان ما أصبحت هذه الطريق قويمة حين مرّ عليها الرّب يسوع المسيح بعد قيامته، وحوّلها من شارع ضيّق إلى جادّة جديرة بالملوك. إنّ التواضع والمحبّة هما القدمان اللذان يسمحان بعبور هذه الجادّة بسرعة. يشعر الجميع بالانجذاب نحو قمم المحبّة، لكنّ التواضع هو الدرجة الأولى التي يجب صعودها. لماذا ترفع قدمك ليصبح أعلى منك؟ هل تريد أن تسقط بدل أن تصعد؟ ابدأ بالدرجة الأولى أي التواضع، وهي تجعلك تصعد السلم. لذا، لم يكتفِ ربّنا ومخلّصنا بالقول: “فَلْيَزْهَدْ في نَفْسِه”، بل أضاف قائلاً: “ويَحمِلْ صليبَه ويَتبَعْني”. ما معنى “يَحمِلْ صليبَه”؟ أن يتحمّل كلّ ما يزعجه، هكذا سيتبعني. حين يتبعني، ملتزمًا بحياتي وبوصاياي، سيجد على الطريق أشخاصًا كثيرين سيعارضونه ويحاولون تغيير مساره، أشخاصًا لن يكتفوا بأن يسخروا منه، لكنّهم سيضطهدونه. هؤلاء الأشخاص ليسوا موجودين بين الوثنيّين الذين لا ينتمون إلى الكنيسة فحسب؛ فالبعض منهم موجود وسط أولئك الذين يبدون منتمين إلى الكنيسة، إن حكمنا عليهم من الخارج. إن كنت ترغب في اتِّباع الرّب يسوع المسيح، احمل صليبه بدون تأخير وتحمّل الأشرار بدون أن تسمح لهم بهزمك. “مَن أَرادَ أَن يَتبَعَني، فَلْيَزْهَدْ في نَفْسِه ويَحمِلْ صليبَه ويَتبَعْني”. إن أردنا تطبيق هذا الكلام، فلنبذل أقصى جهودنا، بمعونة الله، لنلتزم بما قاله القدّيس بولس: “فإِذا كانَ عِندَنا قُوتٌ كُسوَة فعَلَينا أَن نَقنَعَ بِهِما. أَمَّا الَّذينَ يَطلُبونَ الغِنى فإِنَّهم يَقَعونَ في التَّجرِبَةِ والفَخِّ وفي كَثيرٍ مِنَ الشَّهَواتِ العَمِيَّةِ المَشؤُومَةِ الَّتي تُغرِقُ النَّاسَ في الدَّمارِ والهَلاك (١ تم ٦: ٨-٩). فليتكرّم علينا الربّ بوضعنا تحت حمايته وبإنقاذنا من هذه التجربة.

القدّيس يوحنّا الذهبيّ الفم (نحو ٣٤٥ – ٤٠٧)، بطريرك أنطاكية ثمّ القسطنطينيّة وملفان الكنيسةالعظة ٣٨ عن إنجيل القدّيس متّى

القدّيس يوحنّا الذهبيّ الفم (نحو ٣٤٥ – ٤٠٧)، بطريرك أنطاكية ثمّ القسطنطينيّة وملفان الكنيسة

العظة ٣٨ عن إنجيل القدّيس متّى

«لكِنَّي دَعَوتُ لَكَ أَلاَّ تَفقِدَ إِيمانَكَ. وأَنتَ ثَبَّتْ إِخوانَكَ متى رَجَعْتَ»

قال الربّ لبطرس: “دَعَوتُ لَكَ ألاَّ تَفقِدَ إيمانَكَ”. لم يقلْ: “أردْتُ أن أدعو لكَ”، إنّما: “دعوْتُ لكَ”… كلمات قالَها الربّ بأسلوبٍ أراده مليئًا بالتواضع بسبب اقتراب آلامه، حتّى يبيّنَ حقيقة طبيعته البشريّة. إذ هل يخطر ببال أحد أنّ ذاك الذي قال لبطرس بلهجة الأمر، بدون اللجوء إلى الصلاة: “على هذه الصخرة أبني كنيستي، وأعطيكَ مفاتيح ملكوت السماوات”، هو نفسه بحاجةٍ إلى الصلاة ليُثَبِّتَ على الإيمان النفس المتردِّدة لإنسان؟ في الوقت نفسه، لم يقلْ الربّ لبطرس: “دعوْتُ لكَ كي لا تنكرَني أبدًا”، بل “كي لا تفقدَ إيمانك أبدًا.” “وأَنتَ ثَبِّتْ إخوانَكَ متى رَجَعْتَ”. هذا يعني، بعد أن تكفِّرَ بالدموع وبالتوبة عن جريمة أنكارِكَ لي، ثَبِّتْ إخوانَكَ، أنتَ الذي أقَمتُه رأسًا للرسل؛ هذا هو واجبكَ، أن تكون معي، القوّة والصخرة الأساسيّة للكنيسة. إذًا، ليس على بطرس تثبيت إيمان الرسل وحدهم فحسب، إنّما تثبيت إيمان كلّ المؤمنين الذين سيَتَتالون حتّى نهاية العالم. فلا يفقدَنَّ إذًا أحدٌ من بين المسيحيّين، ثقته لدى رؤيته هذا الرسول يُنكرُ معلِّمَه الإلهي، ويستعيدُ بعد ذلك بالتوبة امتياز السموّ الذي جعل منه الحبر الأعظم للعالم أجمع.