عيد ارتفاع الصليب المقدّس – ٢٠٢٠

عيد ارتفاع الصليب المقدّس – ٢٠٢٠
إِنَّ كَلِمَةَ الصَّلِيبِ عِنْدَ الـهَالِكِينَ حَمَاقَة، أَمَّا عِنْدَنَا نَحْنُ الـمُخَلَّصِينَ فَهِيَ قُوَّةُ الله؛ لأَنَّهُ مَكْتُوب: “سَأُبِيدُ حِكْمَةَ الـحُكَمَاء، وأَرْذُلُ فَهْمَ الفُهَمَاء!”. فَأَيْنَ الـحَكِيم؟ وأَيْنَ عَالِمُ الشَّرِيعَة؟ وأَيْنَ البَاحِثُ في أُمُورِ هـذَا الدَّهْر؟ أَمَا جَعَلَ اللهُ حِكْمَةَ هـذَا العَالَمِ حَمَاقَة؟ فَبِمَا أَنَّ العَالَمَ بِحِكْمَتِهِ مَا عَرَفَ اللهَ بِحَسَبِ حِكْمَةِ الله، رَضِيَ اللهُ أَنْ يُخَلِّصَ بِحَمَاقَةِ البِشَارَةِ الَّذِينَ يُؤْمِنُون؛ لأَنَّ اليَهُودَ يَطْلُبُونَ الآيَات، واليُونَانِيِّينَ يَلْتَمِسُونَ الـحِكْمَة. أَمَّا نَحْنُ فَنُنَادِي بِمَسِيحٍ مَصْلُوب، هُوَ عِثَارٌ لِليَهُودِ وحَمَاقَةٌ لِلأُمَم. وأَمَّا لِلمَدْعُوِّينَ أَنْفُسِهِم، مِنَ اليَهُودِ واليُونَانِيِّين، فَهُوَ مَسِيحٌ، قُوَّةُ اللهِ وَحِكْمَةُ الله؛ فَمَا يَبْدُو أَنَّهُ حَمَاقَةٌ مِنَ اللهِ هُوَ أَحْكَمُ مِنَ النَّاس، ومَا يَبْدُو أَنَّهُ ضُعْفٌ مِنَ اللهِ هُوَ أَقْوَى مِنَ النَّاس.
قراءات النّهار: ١ قور ١: ١٨-٢٥/ يوحنا ١٢: ٢٠-٣٢
التأمّل:
“أَمَّا نَحْنُ فَنُنَادِي بِمَسِيحٍ مَصْلُوب، … فَهُوَ مَسِيحٌ، قُوَّةُ اللهِ وَحِكْمَةُ الله”!
في تغريدة للبابا فرنسيس بتاريخ ٣٠ آب ٢٠٢٠ ورد التالي: “بالنسبة لبطرس وللتلاميذ الآخرين – كما بالنسبة إلينا نحن أيضاً – الصّليب هو عار، في حين أنّ يسوع يعتبر عاراً الهروب من الصّليب والّذي يعني التخلّي عن مشيئة الآب وعن الرّسالة التي أوكلت إليه من أجل خلاصنا”!
يضعنا هذا أمام مسؤوليّة كبيرة كي نعدّل في النظرة السلبيّة إلى الصّليب الّذي تحوّل إلى أداة خلاصنا وترجم الله عبره محبّته اللامشروطة للإنسانيّة!
الأهمّ ألّا نتحوّل من حاملين لصليب المسيح إلى صالبين لمن هم على صورته إلى أسأنا الشهادة له ولخلاصه!
كل عيد وأنتم بخير!
الخوري نسيم قسطون – ١٤ أيلول ٢٠٢٠

أضف تعليق